ميرى
المساهمات : 204 تاريخ التسجيل : 21/05/2008
| موضوع: الغيرة..قليلها يفيد وكثيرها يدمر الحياة الزوجية! الجمعة مايو 23, 2008 11:15 pm | |
| تظل الغيرة من دواعي السعادة الزوجية، فهي كالملح بالنسبة للمتزوجين قليلها يضفي اللذة على الطعام وكثيرها يفسده ويقضي عليه.. قليلها يظهر الحب واللهفة والشوق والخوف على الشريك، وكثيرها يظهر التملك والسيطرة وعدم الثقة والاستعباد..قليلها يسعد الزوجين وكثيرها يدمر علاقتهما ويقضي على أحلام كل منهما في السعادة
لا شيء يضاهي شعور الشريك بأن لديه من يغار عليه ويحميه من كل الأخطار ويبذل من نفسه وصحته ما يجلب له السعادة، إلا أن هذه الغيرة يجب ان تكون في حدود المنطق بين الزوجين وان لا تستغل للتحكم في الطرف الاخر، وأن تكون كطوق الحماية والرعاية، وليس طوقا يدمي المعصم.
الثقة العالية المتبادلة بين الزوجين سبيل للسعادة وللمحبة الدائمة بعيدا عن القيود وامتلاك الحقوق والحريات. وما يجب أن يعلمه الزوجان هو أنه مهما تعاظمت درجة المحبة والتعلق، فيجب ان يتركا مجالا للحريات بعيدا عن الاختناق وتضييق الخناق حول رقبة الشريكين. صحيح أننا نحتاج لمن يشعرنا بأننا أغلى شيء عنده وبأنه مستعد لأن يحمينا ويخاف علينا حتى من نسمات الصباح العليلة، إلا أنه اذا تحول ذلك الى خناق وتضييق فستنقلب المحبة كرها والاستقرار شتاتا ودمارا.
جميل جدا ان تشعر بان هناك من يغار عليك ويريد امتلاكك ويحميك من كل الاخطار، فتعمل المستحيل لترضي ذلك المخلوق الذي بذل من نفسه وصحته ما يجلب لك به السعادة.. إلا أنه اذا زادت الغيرة عن حدها، توهجت نارا وانقلبت وقلبت الحياة الى شيء مخيف يحرق الزوجين ويقتل كل امانيهم في السعادة والهناء، فيجدون أنفسهم أسيري حياة كلها تعاسة وشقاء. لذلك يجب على الزوجين أن يحذرا من زيادة الغيرة فقد تكون مرضية وفي تلك الحالة يجب مراجعة الطبيب حتى لا يؤذي طرف الطرف الاخر أويدمر حياته.
وحتى تمشي الحياة الزوجية بدون منغصات، ليس عيبا أن تحترم الزوجة خصوصيات زوجها واسراره التي قد تكون نزوات قبل الزواج، وقد تكون مغامرات او اشياء يخفيها عن زوجته احتراما لها، وما يجب أن تعلمه الزوجة، هو أن ثقتها في زوجها تجعله يقدرها ولا يستطيع ايذائها، بل ستكبر في عينيه ويقدرها أكثر ويحبها أكثر وأكثر.
وهناك من الزوجات من لا تنفك تبحث في أغراض زوجها عن دليل ادانته، وتراقب اتصالاته ونظراته للأخريات أثناء مرافقتها له، وهذا لا يدخل في نطاق الغيرة، بل في نطاق المرض والنكد، وعدم الثقة في النفس، يجب على الزوجة هنا، أن تثق في نفسها وتبحث عن مكامن النقص فيها لتعوضه، وبدل أن تراقب زوجها وتبحث في أغراضه تراقب نفسها وتبحث عن مكامن النقص فيها حتى تعيش بسلام مع زوجها في حب ومودة وسكن.
وهناك من الأزواج، من لا يحترم زوجته ولا يثق فيها، وما يجب أن يفعله الرجل هو أن يخبر زوجته بأنه يثق فيها وبأنه ليس رقيبا عليها بل يحبها ويخاف عليها، وعوض ان يضيق حولها الخناق، ليحاول أن يكون أكثر حنانا ومحبة لزوجته، حتى تحبه، لأنها اذا أحبته كانت له أكثر اخلاصا وحبا ومودة، ولا باس فقط من الغيرة الجميلة التي تظهر الاهتمام بالطرف الاخر.
تظل الغيرة عنوانا للحب، وتظل أيضا عنوانا للاستعباد وحب التملك، إلا أنها تظل كالبهارات التي تضفي اللذة على الطعام وعلى الحياة كلها، فيشعر الشريكان بلذة العيش معا فيتباعدان ليتقاربا أكثر وأكثر.. لكن لا يجب أن تزيد عن حدها لأن الشيء اذا زاد عن حده انقلب الى ضده..على الأقل هذا ما يقولون!
| |
|